الجمعة، 11 سبتمبر 2009

الثوري : عبدالرحمن مُنيف

إنتهيت قبل قليل بعد الإفطار مباشرة ً من النهايات لعبدالرحمن مُنيف .إنّّها مرثية عميقة الأنغام للجنة التي بقيت حاضرة في أذهان القرية , اذ راحت ارضها تشح , ومياها تقل وهم يتشبّتون بهذه الحبيبة *

* جبرا ابراهيم جبرا

الصحراء كـ مُتخيل روائي لدى عبدالرحمن منيف , أخذ منيف تخيل الصحراء وصفها كمُتخيل لرواياته العديده , كان دخُول الصحراء في روايته النهايات والوصف العبقري الذي يتسم بهِ لهُ دور كبير في إخراج الرواية بهذا الشكل , قرية طيبة وهي إحدى قُرى الجزيرة العربية وصفها , وصف الحدود الموازية لها والتضاريس الطبيعة , وصفا ً دقيقا ً يجعلك تعيش وسط هذه القرية أو على أطرافها .طبعاً قُرى جزيرة العرب لا ينطبق عليها ما ينطبق على القُرى الموجودة في سوريا أو فلسطين التي تتسم بالخضرة الدائمه , وبالمراعي الغنّاء إنما هي قرية صحراوية كالأرطاوية في نجد وكـ رّماح , فهي قرية صحراوية ولكن قرية الطيبة في النهايات لمنيف كانت تتسم بغير ذلك , كانوا يريدون بعضا ً من التطور كانوا فقط يريدون سدا ًلأن قلةِ المياه , وجدّب الأرض جعلتهم صعبين المزاج.الحنين الموجود في الرواية , للقرية من أبناء القرية الذين خرجوا للمدينة بحثاً عن العمل والرزق , لا تتوارى عنهم صورة الطيبة تلكْ القرية الصحرواية , العشق لها ولتربتها , مع جوها القاسي ولكن يبقى العشق للموطن , وللقرية التي ولدوا فيها .عبدالرحمن مُنيف أُريد أن أسميه بالثوري فأنهُ يستحق ذلك قد قرأت لهُ سابقاً شرق المتوسط , وخماسية مُدن الملح , والآن أنتهي من النهايات , الثورة موجودة في كل رواية قرأتها لهُ على الحكومة وعلى الحكومات كـ وجه عام ففي شرق المتوسط كان يتفجر على الحكومات العربية وسُبل التعذيب وطرقها وأستخدامها في أستجواب المساجين السياسين , وبعد ذلك آتى بالمُذهله كما أحب أن أسميها وهي مدن الملح , فكان يصف الصحراء والتفجر في وادي العيون بقيادة متعب الهذال " الثوري " ! الآخر في روايته لا يُريد أن شيء يتغير لأن وادي العيون هو كان النبعة الخضراء في الصحراء , فقاوم متعب الهذال , إلى أن وصلنا إلى الأخدود , وشمران العتيبي , وصالح الرشدان وهؤلاء ِ الناقمين على الحكومة ! إلى النهايات , وسُكان الطيبة فقد كان فكان المُختار عندما توفى عساف يُريد إن يذهب للمدينة ويريد أن يُطالب بالسد كـ حق مشروع لهم في هذه القرية وقد قال : - لن أعود إلى الطيبة مرة أُخرى إلاّ لأحمل بندقية وأبقى في الجبل , ومن هناك ومع الآخرين سوف نعمل شيئاً كثيراً غير الصيد . أمَّا إذا وافقوا على بناء السد فسوف أعود على ظهر بلدوزر لكي يبدأ العمل ولكي تبدأ الطيبة تعرف معنى الحياة بدل هذا الموت الذي تعيشه كل يوم . هكذا تحدث المُختار في نهاية الرواية وكأنه يُريد أن يتفجر ثورة ً ولا يُريد أن يوافقوا فأسلوبه بدأ بالتهديد , لأن هُناك رجلاً مات وقد ثاروا من أجله! , هل يجب أن يموت الأشخاص لكي تُقوم ثورة , وتزداد المطالب , هل يجب التضحية لكي يحصل الأُناس على مطالبهم ؟ هُناك أسألة كثيرة تخرج من أوراق الدكتور عبدالرحمن منيف , تجعلك تثور على كُل شيء حولك تجعلك ترى أن كُل شيء حقاً مغتصب لك يجب أن يُعود .

عبدالرحمن مُنيف .. أُحبك وأكثرر - رحمة اللهِ عليك - .


محروت