الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

سيرته ~


عبد الرحمن المنيف (1933 - 24 يناير 2004) اسمه الكامل: عبد الرحمن إبراهيم المنيف, ينتمي إلى قرية القوارة في بريدة بمنطقة القصيم الواقعة وسط المملكة العربية السعودية, يعود في نسبه إلى قبيلة بني خالد العربية المعروفة، كان والده من كبار تجار العقيلات الذين اشتهروا برحلات التجارة بين نجد والشام واسم شهرته ((عبد الرحمن المنيف )).
يعد عبد الرحمن المنيف أحد أهم الروائيين العرب في القرن العشرين؛ حيث استطاع في رواياته أن يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي العربي، والنقلات الثقافية العنيفة التي شهدتها المجتمعات العربية خاصة في دول الخليج العربي أو ما يدعى بالدول النفطية, ربما ساعده في هذا أنه أساسا خبير بترول عمل في العديد من شركات النفط مما جعله مدركا لاقتصاديات النفط، لكن الجانب الأهم كان معايشته و إحساسه العميق بحجم التغيرات التي أحدثتها الثورة النفطية في صميم وبنية المجتمعات الخليجية العربية.
يعتبر منيف من اشد المفكرين المناوئين لأنظمة كثير من الدول العربية. من أشهر رواياته "مدن الملح" التي تحكي قصة اكتشاف النفط في السعودية وهي مؤلفة عن 5 أجزاء، ورواية شرق المتوسط التي تحكي قصة المخابرات العربية وتعذيب السجون.

نشأته وتعليمه :

ولد عبد الرحمن المنيف في عمان - الأردن عام 1933 من أب سعودي ومن أم عراقية. درس في الأردن إلى أن حصل على الشهادة الثانوية ثم انتقل إلى بغداد والتحق بكلية الحقوق عام 1952 ثم انخرط في النشاط السياسي هناك, انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي إلى أن طُرِد من العراق مع عدد كبير من الطلاب العرب بعد التوقيع على حلف بغداد عام 1955 لينتقل بعدها إلى القاهرة لإكمال دراسته هناك. في عام 1958 انتقل إلى بلغراد لإكمال دراسته فحصل على الدكتوراه في اقتصاديات النفط لينتقل بعدها إلى دمشق عام 1962 ليعمل هناك في الشركة السورية للنفط ثم انتقل إلى بيروت عام 1973 ليعمل هناك في مجلة البلاغ ثم عاد إلى العراق مرة أخرى عام 1975 ليعمل في مجلة النفط والتنمية. غادر العراق عام 1981 متجهاً إلى فرنسا ليعود بعدها إلى دمشق عام 1986 ويقيم فيها حيث كرس حياته لكتابة الروايات , تزوج منيف من سيدة سورية وأنجب منها ،عاش في دمشق حتى توفي عام 2004, و بقي إلى آخر أيامه معارضاً للإمبريالية العالمية، كما اعترض دوماً على الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 رغم انه كان معارضا عنيفا لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

مؤلفاته :

1- الروائية:
الأشجار واغتيال مرزوق - 1973
قصة حب مجوسية - 1974
شرق المتوسط - 1975
النهايات- 1977
حين تركنا الجسر - 1979
سباق المسافات الطويلة - 1979
عالم بلا خرائط بالاشتراك مع جبرا إبراهيم جبرا - 1982
مدن الملح خماسية روائية (1984-1989)
التيه
الأخدود
تقاسيم الليل والنهار
المنبت
بادية الظلمات
الآن..هنا (أو شرق المتوسط مرة اخرى) - 1991
أرض السواد ثلاثية- 1999
أم النذور - 2005
2- غير الروائية:
لوعة الغياب - 1989
الكاتب والمنفى وآفاق الرواية العربية - 1991
سيرة مدينة - عمان في الأربعينات - 1994
الديمقراطية اولاً.. الديمقراطية دائما- 1995
القلق وتمجيد الحياة (كتاب تكريم جبرا)- 1995
مروان قصاب باشي: رحلة الحياة والفن - 1996
عروة الزمان الباهي - 1997
بين الثقافة والسياسة - 1998
جبر علوان.. موسيقا الألوان - 2000
ذاكرة للمستقبل - 2001
رحلة ضوء - مقالات 2001
العراق هوامش من التاريخ والمقاومة - 2003
أسماء مستعارة (قصص قصيرة) 2006
الباب المفتوح (قصص قصيرة) 2006


ربما يكون عمله الأبرز هو رواية (مدن الملح) في خمسة أجزاء : يصف الجزء الأول التغيرات العميقة في بنية المجتمع البدوي الصحراوي بعد ظهور النفط ، في الأجزاء الثاني يبدأ بوصف رجال الأعمال الذين وفدوا على المنطقة الخليجية و دخولهم في تحالفات مع حكام المنطقة ، الأجزاء الثلاثة الخيرة تصف التحولات و التفاعلات السياسية في شبه واضح مع تاريخ حكام آل سعود ، هذه الرواية صنفته سريعا كمعارض لنظام الحكم السعودي و منعت رواياته من دخول المملكة العربية السعودية -سمح بنشرها مؤخرا في معرض الكتاب بالرياض- و كثير من الدول الخليجية .
الرواية الأخرى التي أحدثت ضجة في العالم العربي كانت (شرق المتوسط) ، التي تعتبر أول رواية عربية تصف بجرأة موضوع التعذيب في السجون خاصة التعذيب التي تمارسه الأنظمة الشمولية العربية التي تقع في المنطقة العربية وشرق المتوسط .
لاحقا ألف منيف جزءا آخر من شرق المتوسط أسماه : (الآن ..هنا) أعاد به الحديث عن التعذيب في السجون لكنه صورها هنا في بيئة أقرب لبيئة مدن الملح الخليجية .
ارتبط منيف بصداقة عميقة مع روائي عربي آخر هو جبرا إبراهيم جبرا ، توجت هذه الصداقة مؤخرا برواية ثنائية ، قد تكون من الأعمال الأدبية النادرة التي تكتب من قبل شخصين ربما على مستوى العالم ، و النتيجة كانت (عالم بلا خرائط) ، التشابك و التناسق الفني لهذه الرواية كان على درجة عالية يستحيل معها التصديق بأن هذا العمل مؤلف من قبل شخصين اثنين .
من أواخر أعماله : (أرض السواد) التي أراد ان يتحدث فيها عن تاريخ و مجتمعات العراق .


حادثة تخريب قبره :

هدم أجزاء من قبر الروائي عبد الرحمن منيف الواقع في مقبرة الدحداح في العاصمة السورية دمشق ، حدث ذلك في أواخر شهر مايو من عام 2007 ميلادية دون التعرض إلى رفاتة. أدت هذه الحادثة إلى نشوء العديد من التكهنات عن أهداف وغايات الفعلة وماهي طبيعتهم.



*من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة